هو فصل جائز، وذلك على مذهب الكسائي وأبي الحسن في جواز أن يعمل ما قبل "إِلَّا" فيما بعدها إذا كان ظرفًا أو مجرورًا أو حالًا نحو: "ما حُبِس إلا زيدٌ عندَك، وما أوى إلا عمرٌو إليك، وما جاء إلا زيدٌ ضاحكًا" وأجاز الكسائي ذلك في المنصوب مطلقًا نحو: ما ضرب إلا زيدٌ عمرًا، وأجاز هو وابن الأنباري ذلك في المرفوع نحو: ما ضرب إلا زيدًا عمرو، وأما تخريجه على غير مذهب الكسائي وأبي الحسن فيقدَّر له عامل من جنس ما قبله، تقديره هنا: "حلّ من قبلِ أن تنزّل التوراة" (?).
أَن: حرف مصدري ونصب. تُنَزَّلَ: فعل مضارع مبني للمفعول منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. التَّوْرَاةُ: نائب عن الفاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
* و"أَن" وما في حيزها في تأويل مصدر في محل جر مضاف إليه.
* وجملة "تُنَزَّلَ" صلة موصول حرفي لا محل لها من الإعراب.
قُلْ: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنت"، أي: الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-. "ومفعوله محذوف تقديره: هذا الحقُّ، لا زعمكم معشر اليهود" (?). فَأْتوُا: الفاء: الفصيحة، لأنها أفصحت عن شرط مقدّر، أي: وإن كنتم واثقين من أقوالكم وأصررتم عليها فأتوا بالتوراة. ائْتُوا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. بِالتَّوْرَاةِ: جار ومجرور متعلقان بـ "ائْتُوا". فَاتْلُوهَا: الفاء: حرف عطف. اتْلُوهَا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، وها: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. إن: حرف شرط جازم. كُنْتُمْ: فعل ماض ناقص مبني على السكون؛ لاتصاله بضمير رفع متحرك، في محل جزم بـ "إن" فعل الشرط، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل