{وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)}
وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا: الواو: حرف عطف. لَا: زائدة لتأكيد النفي. يَأْمُرَكُمْ: معطوف على ما قبله. وفي العطف قولان (?):
1 - معطوف على "أَنْ يُؤْتِيَهُ"، فهو منصوب مثله. ذهب إلى هذا سيبويه وغالب المعربين.
2 - ذهب الطبري إلى أنه معطوف على "ثُمَّ يَقُولَ" في الآية السابقة. وتابع الزمخشريُّ الطبريَّ على هذا الوجه، ومثله عند العكبري، وعند أبي السعود، والهمداني. وتعقَّب ابن عطية الطبريَّ بأن هذا خطأ لا يلتئم به المعني، ولم يبيِّن وجه الخطأ. وفَصّل القول فيهِ أبو حيان.
ثم تعقَّب السمين شيخه أبا حيان، وأثبت صحّة كلام الطبري، وذكر أن رَدّ ابن عطيّة ليس بِرَدّ.
وأجاز مكي أن يكون العطف على "أَنْ يُؤْتِيَهُ"، أو "ثُمَّ يَقُولَ"، ومثل هذا عند الشوكاني، وابن الأنباري.
3 - وذهب أبو على وبعض المتقدّمين إلى أن المعنى (?): ولا له أَنْ يأمركم، فقدّروا "أَنْ" تُضْمَر بعد "لَا"، وتكون "لَا" مؤكِّدة لمعنى النفي السابق. وذكر مثله ابن عطيّة منقولًا عن أبي على وغيره. والفاعل: ضمير مستتر تقديره "هو"، والكاف: في محل نصب مفعول به. وضمير الفاعل