5 - الخامس: أن يكون "هُدَى اللَّهِ" بَدَلًا من "الْهُدَى"، وهو اسم "إِنَّ"، ويكون خبر "إِنَّ" "أَن يُؤْتَى"، والتقدير: قل إنّ هدى اللَّه أَنْ يُؤْتِى أحد، أي: إنّ هدى اللَّه إيتاء أحد مثل ما أُوتيتم. وتكون "أَوْ" بمعنى "حتى".

6 - السادس: هو أن يكون "أَنْ يُؤْتِى" بَدَلًا من "هُدَى اللَّهِ"، ويصبح المعنى: قل إنّ الهدى هدى اللَّه وهو أن يؤتى أحد كالذي جاءنا نحن. وقد ذهب هذا المذهب ابن عطيَّة.

7 - السابع: أن يكون "لا" النافية مقدَّرة قبل "أَنْ يُؤْتِى"، ثم حذفت لدلالة الكلام عليها، وتكون "أَوْ" بمعنى "إلَّا أَنْ"، والتقدير: ولا تؤمنوا لأحدٍ بشيء إلَّا لمن تبع دينكم بانتفاء أن يُؤتى أحد مثل ما أُوتيتم إلَّا من تبع دينكم. قالوا: وفيه ضعف من حيث حَذْفُ "لا" النافية. وردّ هذا الوجه أبو العبّاس المبرِّد، وقال: "لا تُحْذَف لا".

8 - الثامن: أن يكون "أَنْ يُؤْتَى" مفعولًا من أجله. والتقدير: ولا تؤمنوا إلَّا لمن جاء بمثل دينكم مخافة أن يُؤتى أحد من النبوة والكرامة مثل دينكم. وقدَّر المبرّد المضاف (?): كراهة أن يُؤتى أحد مثل ما أُوتيتم، أي: ممن خالف دين الإسلام.

وذهب إلى مثل هذا ابن هشام (?)، ورآه الأرجح. فذكر أن: "أن يؤتى من كلام اللَّه تعالى وهو متعلِّق بمحذوف مؤخَّر، أي: لكراهية أن يؤتى أحد دَبَّرتم هذا الكيد".

قال أبو حيّان بعد نقل هذا الوجه عن المبرد: "على حذف كراهة، ويحتاج إلى تقدير عامل فيه، ويصعب تقديره، إذ قبله جملة لا يظهر تعليل النسبة فيها بكراهة الإيتاء المذكور".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015