1 - المصدر المؤوَّل مجرور بحرف جَرّ محذوف، والتقدير: ولا تؤمنوا بأن يُؤتى أحد مثل ما أُوتيتم إلَّا لمن تبع دينكم. وبعد حَذْف حرف الجر جرى الخلاف بين الخليل والكسائي حيث إنه يكون عندهما مجرورًا بالجار المحذوف، وبين سيبويه والفراء حيث يكون عندهما منصوبًا على نزع الخافض.

قالوا: ويكون قوله: "قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ" جملة اعتراضية؛ لأنّ المصدر متعلِّق بـ "تُؤْمِنُوا" فَفُصِل بالجملة الاعتراضيّة بين الفعل ومفعوله.

2 - الوجه الثاني: على تقدير اللام زائدة في "لِمَنْ تَبِعَ" وهو مستثنى من "أَحَدٌ" المتأخر، فـ "مَنْ تَبِعَ" منصوب على الاستثناء من "أَحَدٌ". وجوّز أبو البقاء على هذا الوجه في "أَنْ يُؤْتِى" ثلاثة أوجه: مذهب الخليل، ومذهب سيبويه، وتقدَّما. . . ومذهبًا ثالثًا وهو النصب على أنَّه مفعول من أجله، وتقديره: مخافة أن يؤتى.

وردَّه السمين من جهة المعني، ومن جهة الصناعة؛ لأن فيه تقديم المستثنى على المستثنى منه وعلى عامله. وفيه أيضًا تقديم ما في حلة "أَن" عليها، وهو غير جائز.

3 - الوجه الثالث: أن يكون المصدر المؤوَّل من "أَنْ يُؤْتِى" مجرورًا بحرف العِلّة، وهو اللام، والمُعَلَّل محذوف، تقديره: لأن يُؤتى أحد مثل ما أُوتيتم قلتم ذلك، ودَبّرتموه لا لشيءٍ آخر. وعلى هذا يكون كلام الطائفة قد تَمّ عند قوله: "إلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ".

4 - الوجه الرابع: هو أن المصدر من "أَنْ يُؤْتِى" منصوب بفعل يدلُّ عليه "وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ"، كأنه قيل: قل إن الهدى هدى اللَّه فلا تنكروا أن يُؤتى أحد مثل ما أُوتيتم، فالفعل "لا تنكروا" ناصب لـ "أَن" وما بعدها. ذكر هذا الزمخشري. واستبعد هذا الوجه أبو حيَّان؛ لأنّ فيه حذف حرف النهي ومعموله، ولم يُحْفَظ ذلك من لسانهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015