{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)}
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ: فَمَن: الفاء: استئنافيَّة، مَنْ: فيه وجهان (?):
1 - اسم شرط جازم مبنيّ على السكون في محل رفع مبتدأ، أي: إنْ حاجّك أحد فقل له: كيت وكيت. وهذا هو الظاهر عند السمين.
2 - اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، ودخلت الفاء في خبره "فَقُلْ" لتضمّنه معنى الشرط.
والوجهان سواء عند أبي حيان، فقد ذكرهما ولم يعقّب بشيء.
حَاجَّكَ: حَاجَّ: فعل ماض، والفاعل: ضمير يعود على "مَنْ". والكاف: في محل نصب مفعول به. فِيهِ: جار ومجرور متعلّقان بـ "حَاجَّكَ". والهاء: عائد على "عِيسَى" أو على "الحَقُّ"، والأوّل أظهر. وهنا محذوف، أي: في أمر عيسى، أو في أمر الحق.
* وجملة "فَمَنْ حَاجَّكَ. . . " استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ: مِن: حرف جَرّ. بَعْدِ: اسم مجرور به، والجارّ متعلِّق بـ "حَاجَّ". مَا: وفيه وجهان (?):
1 - اسم موصول مبني على السكون في محلّ جَرّ بالإضافة.
2 - موصول حرفيّ، وما بعده في تأويل مصدر في محل جرّ بالإضافة إلى بَعْدِ، أي: بعد مجيء العلم إياك.
وذكر العكبري أن "مَا" لا تكون مصدرية هنا على قول سيبويه والجمهور. ومثله عند الهمداني.