فائدة "لم يكن - لا تكُ - لا تكوننّ"

قال ابن خالويه (?):

"ولَمْ" الواو حرف نسق. و"لَمْ" حرف جزم.

"يَكُنْ" جزم بلَمْ، والأصل يكون، فاستثقلوا الضمة على الواو فنُقلت إلى الكاف، وسقطت الواو لسكونها وسكون النون. فإن سأل سائلٌ فقال: إن في كتاب اللَّه تعالى "ولا تَكُ" بحذف النون، وفي موضع "ولا تكُنْ"، وفي موضع "ولا تَكُونَنَّ" وكلّها نهي به فما الفرق؟ فالجواب في ذلك أن الموضع الذي قيل فيه "ولا تكُن" سقطت الواو لسكونها وسكون النون؛ وذلك أنَّ كلّ فعلٍ إذا صحَّت لامُه واعتلَّت عَيْنُه كان حذف عينِه عند سكون لامِه لالتقاء الساكنين لا للجزم.

والموضع الذي قيل فيه "ولا تكُونَنَّ" لما جئت بنون التوكيد المشدّدة فانفتحت الأولى رجعت الواو إذ كان حذفها لمقارنة الساكن، فلمّا تحرك الساكن رجعت. والموضع الذي قيل فيه "ولا تَكُ" فإن النون سقطت لمُضارعتها حروف المدّ واللِّين؛ إذ كانت تكون إعرابًا في "يقومان"، وسقوطها علامة الجزم إذا قلت لم "يقُوما"، كما تقول في حرف المدّ واللِّين يدعُو ويَغْزو، ولم يَدْعُ ولم يَغْزُ. فلمّا كَثُر استعمالُهم لكان، ويكون، إذ كانت إيجابًا لكل فعلٍ ونفيًا لكلِّ فعل، حذفوا النُّون اختصارًا، ولم يفعلوا ذلك في صان يصُونُ، فيُقال لم يَصُ زيدٌ عمرًا إذْ لم يَكْثُر استعمالهم كذلك، فاعْرِفْ ذلك فإنّه لطيف".

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015