وتلخيص هذا:

1 - قال جماعة التكرار للتوكيد: فقوله: "وَلَا أَنَا عَابِدٌ".

تأكيد لقوله: "لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ".

وقوله: "وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ" ثانيًا تأكيد لقوله: "وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ" أولًا، ومثله ما جاء في سورة الرحمن "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" [الآية/ 13].

وفائدة التوكيد هنا قَطْع أطماع الكفار، وتحقيق الإخبار بموافاتهم على الكفر، وأنهم لا يُسْلِمون أبدًا.

2 - وقال جماعة ليس على التوكيد.

قال الأخفش: "لا أعبد الساعة ما تعبدون، ولا أنتم عابدون السنة ما أعبد، ولا أنا عابد في المستقبل ما عبدتم، ولا أنتم عابدون في المستقبل ما أعبد. فزال التوكيد، إذ قد تقيدت كل جملة بزمان غير الزمان الآخر". انتهى كلامه. وتعقَّبه السمين.

قال أبو حيان (?): "والذي أختاره في هذه الجمل أنه أولًا نفى عبادته في المستقبل؛ لأن "لا" الغالب فيها أنها تنفي المستقبل. قيل: ثم عُطف عليه: "وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ" نفيًا للمستقبل على سبيل المقابلة.

ثم قال: "وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ" نفيًا للحال؛ لأن اسم الفاعل العامل في الحقيقة فيه دلالة على الحال. ثم عطف عليه: "وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ" نفيًا للحال على سبيل المقابلة، فانتظم المعنى أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يعبد ما يعبدون لا حالًا ولا مستقبلًا، وهم كذلك، إذ قد حتم اللَّه موافاتهم على الكفر. . . ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015