وقال الشوكاني: "هذا الاستفهام للتهويل والتفظيع ببيان أنها خارجة عن المعهود. . . ".
فائدة في "هيه"
قال أبو جعفر النحاس (?):
"جيء بالهاء لأن من العرب من يقول: هيْ، بإسكان الياء، فتثبت الهاء على لغة من حركها [هيَ] وليفرِّق بينه وبين لغة من أسكن. فإن وصلت لم يجز إثباتُ الهاء؛ لأن الحركة قد تثبت. والصواب أن يوقف عليه، يُتّبع السواد ولا يَلْحَن. . . " (?).
قال ابن خالويه:
". . . "ما هِيهْ": "ما" استفهامٌ لفظًا ومعناه التعجُّب. و"هِيَهْ" رفعٌ بخبر الابتداء. ودخلت الهاء للسَّكْتِ لتتبين بها حركة ما قبلها. وهي في القرآن في سبعة مواضعَ: لَم يتسنَّهْ، وسُلْطَانِيَهْ، ومالِيَهْ، وحِسَابِيَهْ، وما أدراك ما هِيَهْ، وكِتَابيَهْ، واقْتَدِهْ، والقُرّاء كلُّهم يقفون عليها بالهاء إنْ وَقفُوا اتِّباعًا للمُصْحَف، فإذا أدْرَجوا اختلفوا، فكان حَمْزةُ يُسْقِطُها دَرْجًا، والكِسائيُّ يُسْقِطُ بعضًا، ويُثْبتُ بعضًا، وسائرهُم يُثْبِتُها وَصْلًا ووَقْفًا. فمَنْ أثبتَ كَرِهَ خِلَافَ المُصْحَفِ، وبَنَى الوَصْلَ على الوَقْف، ومَنْ حَذَفَها في الدَّرْجِ وهو الاختيارُ عند النحويِّين، قال: إنّما هذه الهاءُ للوقف، فمتى وصلتُ حذفتُ؛ والعربُ تقول: إرْمِ يا زيدُ وَارْمِهْ، وَاقْتَد يا زيدُ وَاقْتَدِهْ. ومَنْ أثبتَ بعضًا دون بعض أعلمَكَ أن القِراءَتَيْنِ جائزتان. قال الشاعر:
مَهْمَا لِيَ اللَّيْلَةَ مَهْمَا لِيَهْ ... أوْدَى بنَعْلَيَّ وسِرْبَالِيَهْ. . . . "