فائدة في "فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ" (?)
وقوله تعالى: "فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ"، قال كثير من المفسرين: المراد بالأُمِّ نفس الهاوية، وهي دَرْك من أَدْراك النار، وهذا كما يُقال للأَرض: "أُمُّ الناس"؛ لأنها تُؤْويهم، وكما قال عتبة بن أبي سفيان في الحرب: "فنحن بنوها، وهي أُمُّنا"، فجعل اللَّه تعالى الهاوية أُمَّ الكافر لمَّا كانت مأَواه، وقال آخرون: هذا تفاؤلٌ بشرٍّ فيه تَجَوُّز، كما قالوا: "أُمُّه ثاكلٌ"، و"هَوَى نَجْمُه"، وقال أَبو صالح وغيره: المرادُ أُمُّ رأْسه؛ لأَنهم يهوون على رؤوسِهم. وقرأَ طلحة: [فَإِمُّهُ] بكسر الهمزة وضم الميم مشددة.
ثم قرَّر تعالى نبيَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على دراية أَمرها وتعظيمه، ثم أَخبره أنها نارٌ حامية، وقرأَ (مَا هِي) بطرح الهاءِ في الوصل ابنُ أَبي إسحاق والأَعمش، وروى المبرد أَن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال لرجل: (لا أُمَّ لك)، فقال: يا رسول اللَّه، تدعوني إلى الهدى، وتقول: لا أُمَّ لك؟ فقال: إنما أُريد: لا نارَ لك، قال اللَّه تعالى: "فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ"".
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)}
إعراب هذه الآية كإعراب: "وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ" الآية/ 3 مما تقدَّم في هذه السورة.
وكذلك الآية/ 2 من سورة القدر: "وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ".
والأصل (?) "ما هي" فالهاء للسكت، وإذا وصل القارئ حذفها.
وقال السمين (?): "مَا هِيَهْ: مبتدأ وخبر سادّان مَسَدَّ المفعول لـ "أَدْرَاكَ"، وهو من التعليق".