ورجَّحَ هذا الوجه أبو حيّان. قال: "فهذه خمسة أوجه في إعراب "وَرَسُولًا" أَوْلاها الأَوَّلُ؛ إذ ليس فيه إلا إضمار فعل يدلُّ عليه المعنى، أي: ويجعله رسولًا، ويكون قوله: أني قد جئتكم معمولًا لرسول، أي: ناطقًا بأني قد جئتكم على قراءة الجمهور. . . ".
4 - الوجه الرابع: أن يكون منصوبًا بإضمار فعل من لفظ "رسول"، ويكون ذلك الفعل معمولًا لقولٍ مضمر أيضًا هو قول عيسى. والتقدير: أُرْسِلْتُ رسولًا إلى بني إسرائيل.
قال أبو حيان: "واحتاج إلى هذا التقدير كُلِّه لقوله: "أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم"، وقوله: "وَمُصَدِّقًا لِمَّا بَيْنَ يَدَيَّ"؛ إذ لا يصح في الظاهر حمله على ما قبله من المنصوبات لاختلاف الضمائر؛ لأن ما قبله ضمير غائب، وهذان ضميرا متكلِّم، فاحتاج إلى هذا الإضمار لتصحيح المعنى"، قاله الزمخشري. وقال: "هو من المضايق" يعني من المواضع التي فيها إشكال.
[قال أبو حيان]: وهذا الوجه ضعيف؛ إذ فيه إضمار القول ومعموله، الذي هو "أرسلت"، والاستغناء عنهما باسم منصوب على الحال المؤكِّدة؛ إذ يفهم من قوله: "وأرسلت" أنه رسول، فهي على هذا التقدير حال مؤكِّدة.
5 - الوجه الخامس: أنّ الرسول فيه معنى النطق فكأنه قيل: وناطقًا بأني جئتكم. ذكر هذا الزمخشري. وضعَّف هذا الوجه أبو حيان.
6 - الوجه السادس: حال من مفعول "وَيُعَلِّمُهُ"، وذلك على زيادة الواو. كأنه قيل: ويعلِّمه الكتاب حال كونه رسولًا. قاله الأخفش (?). وهذا على أصل مذهبه في إجازة زيادة الواو، وهو مذهب مرجوح.