هذا، ولقد أَمْضَيْنا العمل في هذا السِّفْرِ على ما رَسَمْنا له، ولم نجعَلْ هَمّنا تعقّب ما وَرَدَ في كُتُب المعاصرين بنَقْدٍ أو تحشِيَةٍ أو تعليقٍ، وَإِنْ كان الأَمْرُ مُسْتَحِقًّا لذلك في مواطن كثيرة كان وجه الخَلَل فيها أو النقص أو الترجيح بلا مُرَجّحِ حَرِيًّا بالتنبيه والإشارة. ذلك أنّا لا نرى وراء مثل هذا التنبيه نَفْعًا يُرْجَى، وما بنا هنا أن نَتَنَاقَضَ البناء، فقد قضت حكمة اللَّه في خلقه أَلَّا يُستَكْمَلَ علم الأشياء بالعقل الفرد، وللقارئ المعنِيّ باذن اللَّه لسانٌ سَؤُول لأهل الذكر، وعقل فَصولٌ بين الصواب وغير الصواب، وها نحن أولاءِ نلتمسُ لإنجاز الوَعْدِ كُلَّ مُلْتَمَس، ونستوطِىءُ في نفاسة المطلب وُعُورَةَ المركب، داعين اللَّه مُخْلِصِين له الدِّين أن يَنْشُر لنا من رحمته، ويُهَيِّئ لنا من أمرنا مرفقًا، وأن يتعبَّدنا باستعمال جوارحنا في خدمة كتابه الكريم؛ إنه ولِيُّ الخير، والموفِّق له، والقادر عليه.

وآخر دعوانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

المؤلِّفون

الأحد، 8 من رجب/ 1430 هـ

17 من أكتوبر/ 1999 م

الكويت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015