وذكر غيره من أحاديث في بر الوالدين وعقوقهما.
وريما تكلم عن الحديث من حيث الصناعة الحديثية مثل الحديث المروي في حل أكل ذبائح المجوس وهو قوله: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب" (?) فأشار إلى أن سنده غير متصل، وأن المراد به الجزية فقط.
وقد ذكرت صاحبة التفسير واتجاهاته تبعا لفرحات أن من أهم خصائص منهج مكي:
1 - اقتصاره على رواية الصحيح من الحديث دون غيره، وهو بهذا تقدم خطوة حاسمة بمنهج التفسير بالمأثور نحو تخليصه من الروايات الضعيفة والواهية والموضوعة.
2 - حذفه الأسانيد وهو ماذكره في مقدمته بقوله: وأضربت عن الأسانيد ليخف حفظه على من أراده.
وقالت: واعتمد مكي في تفسير القرآن على الأحاديث الصحيحة دون غيرها، بعد حذف أسانيدها، قصد التخفيف على من يرغب في حفظ الكتاب. وهو منهج سلكه كثير من المفسرين والفقهاء، خاصة بعد أن دونت الأحاديث وعرف رجالها ووضعت المجاميع والمسانيد.
قالت: ومما يؤكد اعتماد مكي على صحيح الحديث دون غيره ماقام بتحقيقه حسن فرحات إذا تتبع بعض الأحاديث الواردة في التفسير وقارنها مع ماخرجه ابن كثير في تفسيره فلاحظ التطابق بينهما في التفسيرين والمعلوم أن ابن كثير قد اشتهر بنقل الأحاديث الصحيحة مسندة ونقد رجالها جرحًا وتعديلاً (?).