اختياراته في القراءة بما يقتضي أن له رواية، أو طريقا، لا يبعد أن تكون راجعة إلى قراءة أبي عمرو بن العلاء البصري، لأن يحيى بن سلام بصري النشأة. (?)
ويؤيد كلامه هذا ما جاء في تفسير يحيى لقوله تبارك وتعالى {أن لهم النار وأنهم مُفْرَطون} (?) حيث قال: معجلون إلى النار ... وبعضهم يقرأ هذا الحرف {وأنهم مُفَرِّطون} يعني أنهم مفرّطون: قولهم: {يا حسرتنا على ما فَرّطنا فيها} (?)، ثم قال: وكذلك قرأتها عند أبي عمرو.
وقد كان له مصحف معتمد رجح البعض أنه مصحف البصرة (?) ظهر ذلك عند تفسيره لقوله تعالى {الزانية والزاني} (?) حيث قال يحيى: وأما الرجم فهو في مصحف أبي بن كعب وفي مصحفنا. (?)
وكثيرًا ما يشير يحيى في تفسيره إلى أوجه القراءة المختلفة، غير أنه لا يصرح بأسماء أصحاب تلك القراءات إلا قليلا، ولا غرابة في ذلك، فقد ذكر ابن الجزري أنه روى الحروف عن أصحاب الحسن البصري ومنهم الحسن بن دينار وغيره. وقال: وله اختيار في القراءة من طريق الآثار. (?) ومن نماذج ذلك ما يلي:
قوله {ولهم عذاب أليم بما