المطلب الثاني: مع التأويل في سورة الكهف

ورد التأويل مرتين في سورة الكهف، في قصة موسي مع الخضر عليهما السلام.

فلما قابل موسي الخضر عليهما السلام، طلب منه أن يصحبه ليتعلم منه، فأخبره الخضر أنه لن يصبر علي الرحلة معه، ولن يسكت علي ما سيشاهد من أعمال يعملها الخضر، لأن ظاهرها يدعو إلي رفضها وإنكارها، وموسي لا يعلم حقيقتها ولا خبرها، فوعد موسي أن يصبر ويطيع الخضر، فاشترط الخضر عليه أن لا يسأله عن شيء، وأن لا يعترض علي ما سيري، وأن ينتظر ما سيبينه الخضر له.

فاتفقا علي ذلك، وانطلقا في الرحلة! سارا علي شاطئ البحر، وأرادا ركوبه، فمرت بهما سفينة، فعرف أصحاب السفينة الخضر، فأكرموهما، وأركبوهما دون أجرة. فلما ركبا السفينة، أخذ الخضر لوحا خشبيا منها فقلعه، وخرق السفينة. فاعترض عليه موسي، وقال له: إنهم أكرمونا وأركبونا بغير أجرة، أهكذا تكافؤهم وتجازيهم؟! إنك بخرقها ستغرق أهلها، وإنّ ما فعلته شيء كبير فظيع! أمام اعتراض موسي علي فعل الخضر، ذكّره بشرطه عليه، وإخباره أنه لن يستطيع الصبر معه، ولا السكوت علي أعماله، فاعتذر موسي عن اعتراضه، واعتبره من باب النسيان! وسارا في الطريق، ولقيا غلمانا يلعبون، فتوجه الخضر إلي أحدهم، فاقتلع رأسه بيده وقتله! فاستغرب موسي، وتساءل: ما ذنب هذا الغلام الصغير؟ واعترض علي الخضر قائلا: أقتلت نفسا زكية بغير نفس؟ لقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015