المبحث الأوّل: التفسير في الأسلوب القرآني

لم يرد في القرآن من اشتقاقات وتصريفات مادة «فسر» إلا كلمة واحدة، هي «تفسير».

و «تفسير» مصدر الفعل الماضي الرباعي «فسر».

و «تفسير» لم ترد في القرآن إلا مرة واحدة، في سورة الفرقان.

قال تعالى: وقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً. وكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ، وكَفي بِرَبِّكَ هادِياً ونَصِيراً. وقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا: لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً، كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ، ورَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا. ولا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ، وأَحْسَنَ تَفْسِيراً (?).

ومع أنّ الشاهد في الآية الثالثة، إلا أننا أوردنا الآيات الثلاثة لنعرف السياق الذي وردت فيه كلمة «تفسير» هنا.

تبين الآيات عداوة الكفار للحق، ومحاربتهم للقرآن، وتكذيبهم للرسول عليه الصلاة والسلام، وإثارتهم للشبهات ضده.

الرسول عليه الصلاة والسلام يشكو إلي ربّه كفر قومه وهجرهم للقرآن، فيواسيه الله عز وجل، ويخبره أن هذه هي طريق الرسالات، فكما أنه له

طور بواسطة نورين ميديا © 2015