لقد كان قبرا أبي بكر وعمر بجانب قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، في المسجد النبوي، بينما كان قبر عثمان بعيدا في البقيع.

وكون قبور الثلاثة رضي الله عنهم على هذه الكيفية، هو تأويل تقدير الله لمواقعهم على حافة البئر مع رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وبعبارة أخري: تقدير الله لمواقعهم الثلاثة على حافة البئر وعد بشيء سيتحقق فيما بعد، وكان تأويل هذا الوعد تحقيقه وحصوله ووقوعه فعلا.

وهكذا كان، حيث دفن الصاحبان بجانب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بينما دفن عثمان في البقيع.

5 - أخرج الامام الترمذي عن أسلم أبي عمران التّجيبي قال: كنّا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفّا عظيما من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر، وعلي أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة ابن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صفّ الروم، حتى دخل فيهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان الله: يلقي بيديه إلي التهلكة.

فقام أبو أيوب فقال: يا أيها الناس: إنكم تتأولون هذه الآية. هذا التأويل، وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما أعزّ الله الإسلام، وكثر ناصروه، قال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ أموالنا قد ضاعت، وإنّ الله قد أعزّ الاسلام، وكثير ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا، فأصلحنا ما ضاع منها. فأنزل الله على نبيه صلّى الله عليه وسلّم يردّ علينا ما قلنا:

وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ولا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَي التَّهْلُكَةِ. فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها، وتركنا الغزو ...

فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله، حتى دفن بأرض الروم (?).

إنّ الصحابيّ الجليل أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه وقف ليصحح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015