قال ابن النّحاس: " لما اتّصل الكلام بما قبله تبيَّن المعنى، وعُرف المشكل " (?).
بل إنه قد يختلف الوقف الواحد في نوعه باختلاف تفسير المفسِّرين وتأويلهم لمعنى الآية، كقوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً} (?)، فقد ورد في تفسيرها وجهان:
الأول: أن التَّحريم والتيه كان أربعين سنة (?)، بنصب {أَرْبَعِينَ} بـ {مُحَرَّمَةٌ} على تفسير (التحريم)، فعلى هذا يكون الوقف على: {يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ}، وهو اختيار ابن جرير، حيث يقول: "إِنما نصبت بالتَّحريم، والتَّحريم كان عامًا في حق الكلّ، ولم يدخلها في هذه المدة منهم أحد " (?).
وقيل الوقف على {أَرْبَعِينَ سَنَةً}، ثم يستأنف: {يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ} (?).
الثاني: أن (التَّحريم) كان أبداً، وأن (التِّيه) كان أربعين سنة، بنصب {أَرْبَعِينَ} بـ {يَتِيهُونَ}، فعلى هذا يكون الوقف على {مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ} (?).
قال الزَّجاج (?): "لا يجوز أن ينتصب بالتّحريم، لأن التّفسير جاء أنها محرَّمة