وهي مكية, وآياتها خمس آيات وتسمى سورة (تبت)
إن الله - سبحانه وتعالى - ذكر في السورة السابقة (سورة النصر) أن ثواب الطاعة هو حصول النصر والاستعلاء في الدنيا , والثواب الجزيل في الآخرة, وهنا في سورة المسد ذكر أن عاقبة العاصي الخسار في الدنيا والعقاب في الآخرة , وسورة النصر من آخر ما نزل بالمدينة , و (سورة تبت) من أول ما نزل بمكة, وهذا يدل على أن ترتيب السور على ما جاء في المصحف الشريف بأمر الله عز وجل.
1 - بُدئت السورة الكريمة بالإِخبار بهلاك أبي لهب , وعدم إغناء شيء عنه من ماله أو ولده أو جاهه , وتوعدته بأنه سيلقى في الآخرة نارًا ذات لهب (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ).
2 - ثم ذكر السورة أن زوجته ستكون معه في النار , وخصها الله بنوع من العذاب. وهو ما يكون حول عنقها من حبل تجذب منه في النار , وتعرف به يوم القيامة؛ لما كانت عليه من إيذاء للرسول وأصحابه , ومحاربة لدعوته، وهكذا شاركت زوجها في الكيد لدين الله والصد عن سبيله في الدنيا , فشاركته في عذاب جهنم يوم القيامة.
(وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ).