الصَّالِحَاتِ) بيان لتكميلهم لأَنفسهم، وقوله تعالى: (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ) بيان لتكميلهم لغيرهم، أَي: وَصّى بعضهم بعضا بالحق -وهو الأَمر الثابت الذذي لا سبيل لإِنكاره ولا زوال في الدارين لمحاسن آثاره، وهو الخير كله: من توحيد، وطاعة، واتباع كتبه ورسله، -جل شأْنه- وزهد في الدنيا، ورغبة في الآخرة.
أَي: وأَوصى بعضهم بعضًا بالصبر على المعاصي التي تشتاق إليها النفس بحكم الطبيعة البشرية، وعلى الطاعات التي يشق عليها أداؤُها، وعلى ما يبتلي الله سبحانه به عباده من المصائب، والصبر المذكور داخل في الحق، وذكره بعده لإِبراز كمال العناية به. وفي السورة دعوة إِلى الأَمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأَنه يجب على الإِنسان أَن يحب لأَخيه من الخير ما يحبه لنفسه.