5 - (النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ):
(النَّارِ): بدل اشتمال من الأُخدود، أَي: أَصحاب النار (ذَاتِ الْوَقُودِ)، وصف لها بأَنها نار عظيمة لها ما يرتفع به لهبها من الحطب الكثير وأَبدان الناس، وهي تلك النار التي أضرمها الكفار وسعروها لعذاب المؤمنين.
6 - (إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ):
أَي: لُعِن الكفار الذين صنعوا الأخاديد حين أَحرقوا بالنار قاعدين حولها في مكان قريب منها مشرفين عليها من حافات الأُخدود وجوانبه.
فـ (عليها): بمعنى (حولها) كقول الأعشى.
وبات على النار الندي والمحلق.
7 - (وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ):
(وَهُمْ) أَي: الكفار على ما يفعلون بالمؤمنين من تعذبيهم بالإِلقاءِ في النار إِن لم يرجعوا عن دينهم (شُهُودٌ) أَي: حضور لا يَرقُّونَ لهم؛ لشدة قسوة قلوبهم، وقيل: (شُهُودٌ) أَي: يشهد بعضهم لبعض عند الملك بأن أَحدًا لم يقصر في أَداءِ ما أَمر به، أَو يشهدون على أَنفسهم بذلك يوم القيامة: يوم تشهد عليهم جوارحهم بأَعمالهم.
8 - (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ):
أَي: وما أَنكروا منهم وما عابوا عليهم وما كان ذنبهم عندهم إِلا إِيمانهم بالله، إِنْ عُدَّ ذلك ذنبًا وجرمًا يستحق الإِنسان عليه العقاب والمؤاخذة، وهو من باب تأْكيد المدح بما يشبه الذم، على منهاج قول الشاعر:
ولا عيب فيهم غير أَن سيوفهم ... بهن فلوا من قراع الكتائب
(الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ): ذكر -سبحانه - الأَوصاف التي يستحق الله بها أَن يُؤمَن به وأَن يُعْبَد، وهو كونه عزيزًا غالبًا قادرًا يُخْشَى عقابه، حميدًا مُنْعِمًا يجب له الحمد على نعمته ويُرْجَى ثوابه.