مكية وآياتها خمس وعشرون آية ويقال لها سورة (انشقت)
قال بعض العلماء في بيان وجه ترتيب السور الثلاث - الانفطار - المطففين - الانشقاق ما يأْتي: جاءَ في سورة الانفطار التعريف بالحفظة الكاتبين الذين يكتبون أَعمال الناس في قوله تعالى: "وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ" (?) وفي السورة التي تليها (سورة المطففين) بيان مقر كتبهم، في قوله تعالى: "كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ إِنَّ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ" "كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّين" (?) وفي هذه السورة (الانْشِقَاق) عرض هذه الكتب، وإِعطاؤُها لأَصحابها يوم القيامة في قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِيِنِهِ) (?) إِلخ.
هذا، مع ما اشتملت عليه سورة الانشقاق وما قبلها (سورة المطففين) من ذكر بعض مظاهر يوم القيامة وما يناله المؤمنون من تكريم، وما يصيب الكافرين من عذاب أَليم.
1 - بُدِئت السورة الكريمة بذكر بعض علامات الساعة وأَشراطها، وخضوع كل ما في السموات والأَرض لأَمر الله بتغيير نواميسها وقوانينها، وعند ذلك يلقى كل إِنسان جزاءَ ما عمل (إِذا السَّمَاءُ انشَقَّتْ) إِلى قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ).
2 - بينت السورة أَن عمل الإِنسان في الدنيا مسجل عليه في كتاب سيلقاه يوم القيامة، فمن أَخذ هذا الكتاب بيمينه فسوف يحاسب حسابًا يسيرا، ومن أَخذ كتابه وراءَ ظهره فسوف يتمنى هلاك نفسه لما يلقاه من عذاب شديد، لأَنه كان في الدنيا لاهيًا عن العمل