11 - (كِرَامًا كَاتِبِينَ):
أَي: إِن هؤُلاءِ الملائكة الحفظة كرام لدينا ذوو محاسن كبيرة ومنزلة عظيمة ومكانة رفيعة، وهم يكتبون كل ما يصدر منكم ويسطرونه في صحائف أَعمالكم.
وفي تعظيم الله لهؤُلاءِ الكرام الكاتبين بالثناءِ عليهم تعظيم وتفخيم لأَمر الجزاء وأَنه عند الله من جلائل الأَعمال؛ حيث استعمل هؤُلاءِ الكرام لديه - تعالى - في ضبط وإِحصاء ما يحاسب الناس عليه، وحقًّا:
إِن العظائمَ كُفْؤُها العظماء.
وقال الإِمام الآلوسي نقلا عن المهدوي: "ومن يكتب الأَعمال ملكان: كاتب الحسنات وهو على المشهور على العاتق (?) الأَيمن، وكاتب ما سواها وهو على العاتق الأَيسر، والأَول أَمين على الثاني فلا يمكنه من كتابة السيئة إِلا بعد مضي ست ساعات من غير مكفر لها، ويكتبان كل شيءٍ حتى الاعتقاد والعزم، وحتى الأَنين في المرض، وكذا يكتبان حسنات الصبي على الصحيح، ويفارقان المكلف عند الجماع، ولا يدخلان مع العبد الخلاء، أَخرج البزار عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله يَنهَاكُم عن التَّعرِّي، فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إِلا عند إِحدى ثلاث حالات: الغائط، والجنابة، والغسل".
12 - (يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ):
من الأَفعال قلَّ أَو كثر، دق أَو عظم، وليس ذلك إِلاَّ للجزاءِ وإِقامة الحجة على الناس، وإِلاَّ كان عبثًا يُنَزَّهُ ويُقَدس عنه -جل شأْنه-.