مكية وعدد آياتها ست وأربعون آية وكما تسمى النازعات تسمى أيضًا الساهرة، والطامة
قال ابن عباس: إِن أَولها يشبه أَن يكون قسمًا لتحقيق ما في سورة عَمَّ، أَو ما تضمنته كلها من بعث النَّاس وقيامهم للحساب والجزاء، وفي البحر: لما ذكر سبحانه في آخر ما قبلها الإِنذار بالعذاب يوم القيامة أَقسم -عز وجل- في هذه على البعث في ذلك اليوم الذي يقع الإنذار بالعذاب فيه.
افتتحت بالقسم بطوائف الملائكة الأَبرار على تحقيق البعث، تُزلزِل النفخة الأُولى جميع الكائنات، تتبعها النفخة الثانية لتهب الخلائق قيامًا للجزاءِ والحساب: (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) الآيات.
ثم تحدثت عن استبعاد المشركين للبعث والنشور ولا سيما بعد أَن بليت أَجسامه الموتى وتفتت عظامهم، وصاروا أَثرًا بعد عين، ثم ذكرت الرد عليهم بما يسقط حجتهم، ويبطل عجبهم أَمام القدرة العظيمة. (يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ... ) إِلخ. ثم تناولت قصة فرعون الذي ادعى الأُلوهية، وتمادى في الطغيان والجبروت، فكانت عاقبته الدمار والهلاك وعذاب الآخرة والأَولى هو وقومه الذين كانوا أَعوانًا له في ظلمه وبغيه، وذلك لتسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عما يلقاه من أَهل مكة: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَي .. ) الآيات، ثم ذكَّرت الإِنسان بسعيه، وأَظهرت ما ينتظر الطغاة أَهل مكة، وما أُعد لمن خاف مقام ربه (فَإِذَا جَاءَتْ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ... ) الآيات، ثم أَنكرت ونعت على منكري البعث تكذيبهم به، وهم في منطق الحق والواقع ليسوا بأَشد خلقًا من السماءِ والأَرض وتوابعهما من مظاهر القدرة البالغة (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا .. ) الآيات.