(وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ): أَي ولو جاءَ بكل معذرة ما قبلت منه.
والمعاذير: جمع مَعْذِرة بمعنى العذر على خلاف القياس، وقيل: اسم جمع، وقال السدي والضحَّاك:
المعاذير: السُّتور بلغة أَهل اليمن واحدها مِعْذار.
التفسير:
1 - (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ):
قال الزمخشري: إِدخال لا النافية على فعل القسم مستفيض في كلامهم وأَشعارهم قال امرؤ القيس:
فلا وأبيكِ ابنه العامِريِّ ... لا يَدَّعِي القوْم أَني أَفر
وفائدتها توكيد القسم، والوجه أَن يقال: هي للنفي، والمعنى في ذلك أَنه لا يُقسم بالشيءِ إِلاَّ إِعظامًا له بذلك، وعليه قوله تعالى: "فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (1) فكأَنهُ بإِدخاله حرف النفي يقول: إِن إِعظامي له بإِقسامي به كلا إِعظام، يعني أَنه يستأْهل فوق ذلك، وقيل: إِن (لاَ) نفي لكلام ورَدٌّ له قبل القسم، كأَنهم أَنكروا البعث فقيل: (لاَ) أَي ليس الأَمر على ما ذكرتم، ثم قيل: أُقسم بيوم القيامة ... أهـ كشاف ملخصًا بتصرف.
قال القرطبي: حكى أَبو الليث السمرقندي أَنه قال: أَجمع المفسرون أَن معنى (لا أُقْسِمُ): أُقسم والإِتيان بلا صلة، أَي زيادة يجري كثيرًا في كلام العرب وقد ورد منه في القرآن قوله تعالى: "قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ" (2) أَي أَن تسجد: والمعنى أُقسم وأُؤكد القسم بيوم القيامة أَي بيوم يقوم الناس فيه لربهم للجزاءِ والحساب.
-
(1) سورة الواقعة الآيتان 75، 76.
(2) سورة الأعراف من الآية 12.