(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ): الجنود: جمع جند اشتهر في العسكر، اعتبارًا بالغلظة، من الجند، أَي: الأَرض الغليظة التي فيها حجارة، ويقال لكل جمع: جند أَي: وما يعلم جموع خلقوه التي من جملتها الملائكة إِلا هو -عز وجل-.
(وَمَا هِيَ): أَي: وما سقر -كما قال مجاهد.
(إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ): إِلا تذكرة للبشر وتخويف لهم.
(كَلاَّ): ردع لمن يُنْذَرُ بسقر ولم يخف، وقيل: زجر عن قول أَبي جهل وأَصحابه.
(وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ): قسم بالليل إِذْ ولى وذهب.
(وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ): قسم بالصبح إِذا أَضاءَ وانكشف وأَشرق.
(إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ): أَي: إِن سقر لإِحدى الدواهي العظيمة.
(نَذِيرًا لِلْبَشَرِ): تَخويفًا للبشر.
(أَنْ يَتَقَدَّمَ): إِلى الجنة أَو الخير بالإِيمان.
(أَوْ يَتَأَخَّرَ): إِلى النَّار أَو الشر بالكفر.
التفسير:
31 - (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ):
(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً): أَي وما جعلنا خزنة النَّار إِلا ملائكة لأَنهم خلاف جنس المعذَّبين من الإِنس والجن فلا يأْخذهم ما يأَخذ المُجَانِس من الرأَفة والرحمة ولا يستروحون إِليهم، ولأَنهم أَقوم خلق الله بحق الله وبالغضب له فتؤمن هوادتهم، ولأَنهم أَشد خلق الله بأَسًا وأَقواهم بطشًا فلا يقدر أَهل النار عليهم ولا يستطيعون مغالبتهم.