21 - (ثُمَّ نَظَرَ):
أَي: ثم نظر في وجوه قومه، أَو فيما يقدح به في القرآن ويعيبه عليه ويذمه به، وقيل: نظر بمؤخر عينه تكبرًا وتغيظًا، أَو: فكر في أَمر القرآن وبأَي شيءٍ يرده ويدفعه.
22 - (ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ):
(ثُمَّ عَبَسَ) أَي: ثم قطب في وجوه الناس لمّا لم يجد في القرآن مَطْعَنًا وضاقت به السبل وأَعيته الحيل، ولم يدر ماذا يقول في القرآن. وقيل: نظر في وجوه القوم ثم قطب وجهه، وقيل: نظر إِلى رسول الله ثم قطب في وجهه -عليه الصَّلاة والسَّلام- (وَبَسَرَ) أَي: أَظهر العبوس قبل أَوانه أَو في غير وقته، من الْبَسْر: وهو الاستعجال بالشيء، وفسره بعضهم بأَشد العبوس، من بسر؛ إِذا قبض ما بين عينيه كراهة للشيء واسود وجهه منه، ويستعمل البسر بمعنى العبوس.
23 - (ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ):
أَي: ثم رجع معرضًا وانْصَرَفَ عن الحق مدبرًا وتولى مستكبرًا عن الانقياد للقرآن، والاتباع لمحمد لما خطرت بباله الكلمة الشنعاء: قوله: (إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ) وهم أَن يرمي بها -وصف القرآن أَشكاله التي تشكل بها حتى استنبط ما استنبط استهزاء به، وقيل: قدر ما يقوله، ثم نظر فيه، ثم عبس لما ضاقت عليه الحيل، ولم يدر ما يقول، ثم أَدبر عن الحق وأَعرض عنه وتكبر وتعاظم أَن يعترف به وقال ما قال فيه.
24 - (فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ):
السحر: الخديعة، وقيل: السحر: إِظهار الباطل في صورة الحق، والمعنى: ما هذا الذي أَتي به محمد صلى الله عليه وسلم إِلا سحر يأَثره عن غيره ويتعلمه منه، ويروى وينقل عن الأَولين مثل سحرة بابل وغيرهم، والفاء في قوله تعالى: (فَقَالَ) للدلالة على أَن هذه الكلمة الكاذبَة كما خطرت ببال ذلك المكذب بها من غير تلعثم ومُكْث وانتظار؛ فهي للتعقيب من غير مهملة.