بما يعلنه أَي إِنسان قبل أَن يفضي ويلعنه كما علمه بعد أَن أَبانه وأَظهره (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)
أَي: بما يتردد وتنطوي عليه الصدور وما تتحدث به النفوس وما هو مضمر ومخزون في طيات القلوب.
{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5) ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6)}
المفردات:
(وَبَالَ): عقوبة ونكال.
التفسير
5 - {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5)}:
الخطاب هنا لأَهل مكة والاستفهام في قوله تعالى: (أَلَمْ يَاتِكُمْ) للتقرير أَي: أَنه - ولا شك - قد أَتاكم خبر وشأن من كان قبلكم من الأُمم التي كذبت برسلها كقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم فكانت عاقبة أَمرهم ونهاية حالهم أَنهم نالوا ضررًا ثقيلًا وخيمًا من غير مهلة ولا إِرجاء جزاء ما أَحدثوه من أَمر هائل وجناية عظيمة، وهو كفرهم الذي أَصروا عليه، وكان عقابهم في الدنيا الصيحة والرجفة والخسف والإِغراق وغير ذلك قال تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (?).