المفردات:
(يَبْتَغُونَ): يطلبون في جد واجتهاد.
(سِيمَاهُمْ): علامتهم وأمارتهم التي تميزهم.
(مَثَلُهُمْ): وصفهم العجيب الشأن البخاري مجرى المثل في الغرابة.
(شَطْأَهُ) شطء الزرع: فروخه، وهو ما خرج منه وتفرع في شاطئيه، أي: جانبيه.
(فَآزَرَهُ): فأعانه وقواه.
(فَاسْتَغْلَظَ): فصار من الدقة إلى الغلظ.
(فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ): استقام على قصبه. والسُّوق: جمع ساق.
التفسير
29 - (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ... ) الآية:
أي: هو محمَّد الذي وصف بالرسالة في قوله - تعالى -: {لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ}، وفي قوله - جل شأنه -: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ} وجاء النص في هذه الآية بالتصريح بذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم تفخيمًا لشأنه وزيادة في إنزال السكينة والطمأنينة في قلوب المؤمنين، بعثًا للرجاء لدى بعض الشاكِّين المترددين كي يثبتوا على الإِسلام، فضلًا عن أن ذلك يغيظ قلوب الحاسدين والحاقدين على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وجاء وصف الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة - رضوان الله عليهم - بأنهم أشداء على الكفار لقطع أمل الكفار ورجائهم في أن يداهنهم أو أن ينزل ويتجاوز عن بعض ما جاء به، وقد أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - في غير هذه الآية بالغلظة على الكفار فقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} (?) كما وصفه ربه - جل وعلا - بالرحمة والرأفة بالمؤمنين فقال: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ