{وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ}: رجعوا إليهم مخوفين من عذاب الله.

{كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى}: وهو القرآن الكريم.

{مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} أي: لما قبله من التوراة؛ لأنهم كانوا مؤمنين بموسى.

{فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ} أي: لا يفوت الله طلبًا. ولا يعجزه هربًا، وإن هرب كل مهرب من أقطارها أو دخل في أعماقها.

{أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} أي: أولئك الذين لا يستجيبون لله في خسران واضح بيِّن بحيث لا يخفى على أحد.

التفسير

29 - {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ}:

في القصة المذكورة توبيخ لمشركي قريش حيث إن الجن سمعوا القرآن فآمنوا به، وعلموا أنه من عند الله، وهؤلاء معرضون عنه مصرون على الكفر به، مع أنهم من أهل اللسان الذي نزل به، ومن جنس الرسول الذي جاء به، والجن ليسوا كذلك.

والمعنى: واذكر - أيها النبي - لقومك الوقت الذي صرفنا فيه ووجهنا إليك نفرًا من الجن يستمعون القرآن منك وهم - كما قال ابن عباس - سبعة نفر من جن نصيبين، وقال زر بن حبيش: كانوا تسعة أحدهم زوبعة، وقيل: كانوا سبعة، ثلاثة من أهل نجران وأربعة من أهل نصيبين، كذلك قيل - والله أعلم - فلما بلغوا تهامة اندفعوا إلى بطن نخل، فوافوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم يصلى في جوف الليل، وقيل: يؤم أصحابه في صلاة الفجر، فلما حضروا تلاوته قال بعضهم لبعض: أنصتوا تمكينًا لنا من سماعه وتأدبًا معه، وحينما قُضِي القرآن وفُرِغ من تلاوته {وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} أي: انصرفوا قاصدين من وراءهم من قومهم منذرين لهم عاقبة مخالقة القرآن، ومخوفين إياهم بأس الله إن لم يؤمنوا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015