{عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ} أي: يتربعون، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا لا آكل متَّكئًا" أي: متربعًا على الهيئة التي تدعو إلى كثرة الأكل، وكان يأكل مستوفزًا غير متربع ولا متمكن، وليس المراد به الميل على شق كما يظنه بعض عوام الطلبة. انتهى من القاموس.
ويطلق السرير أيضًا على الملك والنعمة وخفض العيش، إلى غير ذلك من المعانى التي ذكرها صاحب القاموس.
{وَزُخْرُفًا} أي: نقوشًا وتزاويق، أو ذهبًا، وسيأتي في الشرح ما قيل في ذلك.
{لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: لمَّا هنا بمعنى إلاَّ.
التفسير
33 - {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ}:
الآية استئناف مبين لحقارة متاع الدنيا عند الله، ودناءة قدره عنده جل وعلا.
ومعنى الآية: ولولا أن يكون الناس أُمة واحدة مجتمعة على الكفر، لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفًا من فضة، ومصاعد عن فضة عليها يصعدون إلى طبقات قصورهم؛ لأنهم يحبون الدنيا ويؤثرونها على الآخرة، وما ذلك إلَّا متاع الحياة الدنيا وهو مع كونه نعمة حقير عند الله فيمنحه الحقير عنده وهو الكافر، وإن كان لا يستحق النعمة، ولكننا لم نفعل ذلك حتى لا يكون الناس أمة واحدة مجتمعة على الكفر، حيث يفتن المؤمنون الفقراء بغناهم فيكفرون كما كفر هؤلاء، لهذا جعلنا في كل من الكفار والمؤمنين أغنياء وفقراء، حتى يعلم الناس أن الغنى ليس دليلًا على رضوان الله وحبه، وإن الفقر ليس دليلًا على سخط الله وكراهيته، وحتى يكون الناس طبقات ليتخذ بعضهم بعضًا سُخْريًّا.
34 - {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ}:
أي: ولجعلنا لبيوت الكفار أبوابًا من فضة وسررا من فضة عليها ينامون أو يجلسون (?)، لهوان متاع الدنيا عندنا فلا نعبأُ بأَن نعطيه من لا يستحقه، لينالوا عذابهم في الآخرة.