التي بينتها الآية الكريمة بأن يلقى الله في قلب رسوله وينفث في روعه - منامًا أو يقظة - بما يريده منه، أو يكلمه من وراء حجاب فيسمع الرسول الكلام دون أن يرى شيئًا، أو يرسل الله للأنبياء ملكًا يبلغهم ما أمر به من لدن ربه وديس فوق ذلك ولا دونه وحى ولا تبليغ من الله.

فما يدعيه المنجمون إنما هو الرجم بالغيب، وكذلك ما يخبر به الجن، والله - سبحانه - متعال ومنزه عن مماثلة ومشابهة الخلق أجمعين، يجرى أفعاله على مقتضى حكمته الرشيدة.

{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)}

المفردات:

{رُوحًا}: قرآنًا وقيل: غير ذلك.

{مِنْ أَمْرِنَا}: من لدنا.

{نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا}: نخلق ونوجد الهداية بإرادتنا إلى من نختاره من عبادنا الذين آثروا الحق على الباطل.

{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي}: وإنك لترشد وتدل.

{إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}: إلى طريق معتدل موصل إلى المطلوب لا يضل من يسلكه.

{أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ}: إلا إلى الله وحده لا إلي غيره يرجع شأن الخلق وأمورهم كلها يوم القيامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015