65 - {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}:
ولقد أُوحِيَ إليك وإلى الذين من قبلك من الرسل - عليهم الصلاة والسلام - لئن أشركت بالله شيئًا على سبيل الفرض ليحبطن عملك ويبطلن ويفسدن ولتكونن من الخاسرين.
وقال: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ} على التوحيد مع أن الموحى إليهم جماعة؛ لأنه على تأويل أُوحى إليك وإلى كل واحد من الرسل قبلك {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ... } الآية.
وقوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} عبر بهذا الكلام مع علمه - تعالى - بأن رسله لا يشركون ولا تحبط أعمالهم؛ لأنه كلام على سبيل الفرض لبيان شناعة الشرك بحيث ينهى عنه من لا يكاد يباشره فكيف بمن عداه.
ومذهب الشافعي: أن الردة لا تحبط العمل السابق عليها ما لم يستمر المرتد على الكفر إلى الموت، وترك التقييد هنا اعتمادًا على التصريح به في قوله تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (?). ويكون ذلك من حمل المطلق على المقيد {وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} بسبب حبوط العمل.
66 - {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}:
رد لما أمروه به من استلام بعض آلهتهم كأنه قال: لا تعبد ما أمروك بعبادته، بل إن كنت فاعلًا فاعبد الله وأخلص له العبادة وحده لا شريك له، وكن من الشاكرين إنعام الله عليك الذي يضيق عنه نطاق الحصر، ومنه أن جعلك سيد ولد آدم، وبما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إمام أُمته، فأمره بعبادة الله وشكره - تعالى - وحده أمر لأُمته تبعا له.