قال الزمخشري: أُضيف الرب إلى العزة لاختصاصه - تعالى - بها، كأَنَّه قيل: ذي العزة، كما تقول: صاحب صدق لاختصاصه بالصدق.

181 - {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ}:

تشريف للرسل كلهم بعد تنزيهه - تعالى - لنفسه عمَّا ذُكر، وتنويه بشأْنهم وإِيذان بأَنهم سالمون من كل المكاره، فائزون بكل المآرب، لهم أَمن الله - عَزَّ وَجَلَّ - في الدنيا ويوم الفزع الأَكبر؛ لأَنهم الذين بلَّغوا عن الله الشرائع، ونشروا رسالة السماءِ إِلى الأَرض، وكانوا رواد الناس إلى الصراط المستقيم، والطريق القويم.

182 - {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}:

إشارة إِلى وصفه - تعالى - بصفاته الكريمة الثبوتية, بعد التنبيه على اتصافه - عَزَّ وَجَلَّ - بجميع صفاته السلبية, والمعنى: والثناء لله وحده. خالق العالمين ومربيهم على موائد كرمه، القائم على الخلق أَجمعين, وقال القرطبي: (الحمد لله رب العالمين) أَي: على إِرسال الرسل مبشرين ومنذرين, وقيل: على هلاك المشركين, ودليله: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (?).

قلت: والكل مراد، والحمد يعمُّ. اهـ "بتصرف يسير".

والمراد من هذه الآيات: تنبيه المؤمنين على كيفية تسبيحه - سبحانه - وتحميده والتسليم على رسله - عليه السلام - ولعلَّ توسيط التسليم على المرسلين بين تسبيحه - تعالى - وتحميده لختم السورة الكريمة بحمده - تعالى - على ما فيه من الإشعار بأَن توفيقه - تعالى - للتسليم على المرسلين من جملة نعمه الموجبة للحمد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015