والآية تسلية لرسول الله إثر تسلية، وتأْكيد لوقوع ما أُنذروا به عقب تأْكيد، مع ما في إِطلاق الفعلين عن المفعول من الإِيذان بأَن ما يبصره - عليه السلام - حينئذ من فنون المسرَّات وما يبصرونه من أنواع المضار لا يحيط به الوصف والبيان، ويجوز أن يراد بقوله - تعالى -: {وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.

{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}

المفردات:

{سُبْحَانَ رَبِّكَ}: تنزيهًا لربِّك يا محمَّد عما يصفه به المشركون.

{الْعِزَّةِ}: الغلبة والقدرة.

التفسير

180 - {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}:

أَي: تنزيهًا لله - تعالى - عن كل ما يصفه به المشركون مما لا يليق بكبريائه وجبروته, مما حكى عنهم في السورة الكريمة "كاتِّخَاذ الصَّاحبة والولد" وزعمهم أن الله لن ينصره عليهم وكأَنه قيل: سبحان من هو مربِّيك ومكمِّلك ومن له العِزةُ والغلبة والبطش على الإِطلاق عما يصفه به المشركون، وما يلحقونه به من الأُمور التي منها: ترك نصرتك عليهم، كما يدل عليه استعجالهم بالعذاب والمقصود من قوله: {رَبِّ الْعِزَّةِ} أَنَّهَا لَهُ - تعالى - وحده، وما من عزة لأَحد من الملوك وغيرهم إلا وهو - عَزَّ وَجَلَّ - ربُّهَا ومالكها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015