{الصَّافُّونَ}: الواقفون في العبادة صفوفًا.
{الْمُسَبِّحُونَ}: المنزِّهُون الله - تعالى - عمَّا لا يليق بجلاله.
{ذِكْرًا}: كتابًا. أَو من يُذَكِّرُنا بأَمر الله أَو بكتابه.
التفسير
161، 162، 163 - {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163)}:
عود إِلى خطاب المشركين، والضمير في (عليه) للهِ - عز وجل -.
والمعنى: فإِنكم ومعبوديكم من دون الله ما أَنتم وهم جميعًا على الله بفاتنين إلاَّ أَصحاب النار الذين سبق في علمه أَنهم لسوءِ اختيارهم يستوجبون أَن يصْلَوْها ويذوقوا حرَّها، ومعنى يفتنونهم على الله: يفسدونهم عليه بإِغوائهم واستهوائِهم، من قولك: فتن فلان على فلان امرأته أَي: أَفسدها.
ويجوز أَن تكون الواو في قوله: (وما تعبدون) بمعنى مع كما في قولهم: كل رجل وضيعته.
والمعنى: فإِنكم مع ما تعبدون، من دون الله {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} أَي: على الله {بِفَاتِنِينَ} أَي: بمضلين مفسدين {إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} أَي: إلاَّ من هو ضال مثلكم معذب بالجحيم.
قال النَّحَّاس: أَهل التفسير مجمعون فيما علمت على أَن المعنى: ما أَنتم بمضِلِّين أَحدًا إلاَّ من قدَّر الله - عز وجل - أن يَضلَّ.
وفيها من المعاني أَن الشياطين لا يصِلُون إلى إضلال أَحد إلاَّ من كتب الله عليه أَنه لا يهتدى لسوءِ اختياره، ولو علم الله - جلَّ شأْنه - أَنه يهدي لحال بينه وبينهم.
164 - {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ}:
هذه الآية وما بعدها من قول الملائكة تعظيمًا لله - عَزَّ وَجَلَّ - وإِنكارًا منهم عبادة من عبدهم، أَي: وما مِنَّا إِلاَّ له مقام معلوم في العبادة والعلم والرُّتْبة، والرُّجوع إِلى أَمر الله - تعالى -