في بيت ميمونة، فاستأْذن أَزواجه أَن يمرض في بيتها - يعني عائشة - فأَذِن له .. الحديث. خرجه الصحيح. انظر القرطبي.
وقد قبض - صلى الله عليه وسلم - في بيتها. ورد في الصحيح أَنها قالت: (فلما كان يومي قبضه الله - تعالى - بين سَحْري ونَحْري) (?).
وعن ابن عباس ومجاهد أَن المعنى: إذا علمن أَن لك ردهن إلى فراشك بعد ما اعتزلتهن قرت أَعينهن ولم يحزن، ورضين بما تفعله من التسوية أَو التفضيل؛ لأَنهن يعلمن أنك لم تطلقهن.
وقال الشعبى: الآية في الواهبات أنفسهن، تزوج رسول الله منهن وترك منهن، وقال الزهري: ما علمنا أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَرجأَ أحدًا من أَزواجه، بل آواهن كلَّهنَّ (?).
{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ}: خبر عام - والإشارة إلى ما في قلب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويدخل في المعنى سائر المؤمنين، أَي: أنه - سبحانه وتعالى - يعلم ما في قلوبكم من الميل إلى بعضهن دون بعض مما لا يمكن دفعه. كما يدخل في المعنى أيضًا أزواجه المطهرات لعلمه - تعالى - بما في قلوبهن من الرضا بما دبّر الله - تعالى - في حقهن من تفويض أَمرهن إلى مشيئته - صلى الله عليه وسلم - وبما يقابل ذلك من الخواطر الرديئة:
{وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا} أَي: أَنه جل شأنه واسع العلم بلغ فيه مداه، يحيط علمه بسركم ونجواكم، وبضمائركم وخواطركم لا يعاجل عباده بالعقوبة رحمة بهم حتى يتدبروا أَمرهم، ويفكروا في مصيرهم، ولا يغتروا بإمهالهم فسبحانه يمهل ولا يهمل.
{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52)}