دنياهم غير ساعة، فلا ينفعهم هذا الاعتذار، فقد لبثوا في كتاب الله إلى يوم البعث، ثم ختمت بدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الصبر: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}.
بسم الله الرحمن الرحيم
{الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)}
المفردات:
{الم}: تقدم الكلام على مثلها أول سورة البقرة والسور التي بعدها، فارجع إليه إن شئت.
{الرُّومُ}: قوم من الفِرِنج يستوطنون الجنوب الشرقي من أوربا، ويقول المؤرخون: أنهم عرفوا باسم جدٍّ لهم، اسمه: روم، أو: رومي، من ذرية يافث بن نوح - عليه السلام.
{فِي أَدْنَى الْأَرْضِ}: في قرب أرضهم من العرب، أو من الفرس.
{مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ}: من بعد كونهم مغلوبين.
{فِي بِضْعِ سِنِينَ}: البِضْعُ، من الثلاث إلى التسع.
{وَهُوَ الْعَزِيزُ}: وهو الغالب.