باب علم. فالمذكر أصم، والأُنثى صماء، والجمع صُمٌّ، مثل أحمر وحمراءَ وحُمْر، ويتعدى بالهمزة فيقال: أصمه الله.

{بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ}: أي عن كفرهم، يقال: ضل يَضل ضلالًا وضلالة: مال عن الطريق فلم يهتد.

التفسير

76 - {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}:

لما ذكر - سبحانه - ما يتعلق ببدء الخلق، وإعادة المخلوقات بعد الموت بالبعث، ذكر ما يتعلق بالنبوة، ولكون القرآن الكريم أعظم ما تثبت به نبوة نبينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. أنزل فيه - سبحانه - ما يقص به علي بني إسرائيل - اليهود والنصارى - أكثر ما اختلفوا فيه، بإظهار حقيقة أمره في وضوح وجلاء، ممَّا يدعوهم إلى الإِسلام لو تأَملوا وأَنصفوا، وأخذوا به، ولكنهم أعرضوا وكابروا مثلكم أيها المشركون. وتحزبوا أحزابًا كثيرة، ولعن بعضهم بعضًا، ووقع بينهم الجدال والتناكر.

ومن جملة ما اختلفوا فيه اختلافًا كثيرا أمر عيسى - عليه السلام - فاليهود افتروا ونسبوا إلى مريم ما هي منزهة عنه، وكذبوا عيسى - عليه السلام - والنصارى تغالوا، فمن قائل: بأَنه إله، ومن قائل: بأنه ابن الله، ومن قائل: بأَنه ثالث ثلاثة إلى غير ذلك.

كما اختلفوا في أمر النبي المبشر به، فمن قائل: هو يوشع، ومن قائل: هو عيسى، ومن قائل: إنه لم يأْت إلى الآن، وسيأتي آخر الزمان، كما اختلفوا في شأن الخنزير، فقال اليهود بحرمة أكله، وقالت النصارى بحله، إلى غير ذلك من أُمور.

فجاء القرآن بالقول الوسط، قول الحق والعدل، حيث بين أن عيسى عبد من عباد الله وأَنبيائه، ورسله الكرام كما قال تعالى حكاية عنه: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} (?). وبين أن النبي المبشر به هو محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وأن أكل لحم الخنزير حرام.

وبين كذلك أكثر الأُمور التي وقع بينهم الخلاف فيها بيانًا شافيًا يقطع كل ريبة وخلاف، فكان هدى ورحمة لمن أقبل عليه كما قال تعالى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015