{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61)}
المفردات:
{الَّذِينَ اصْطَفَى}: أي اختار لرسالته وهم الأنبياءُ - عليهم السلام -.
{حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ}: أي بساتين ذات حُسْن، كل بستان عليه حائط، مِنْ: أَحدق بالشيء، إذا أحاط به، ثم توسع فيها فاستعملت في كل بستان وإن لم يكن محوطًا بحائط.
{بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}: عن التوحيد إلى الشرك، أَو يساوون بالله غيره من آلهتهم، من: العِدْل بمعنى المثل والنظير. {وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ}: جبالًا ثوابت.
{وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا}: أي مانعًا بين العذب والملح حتى لا يبغي أحدهما على الآخر.
التفسير
59 - {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ}:
بعد ما قص - سبحانه - على نبيه - صلى الله عليه وسلم - القصص الدالة على كمال قدرته، وعظيم شأْنه، وما خص به رسله من الآيات "الكبرى" والمعجزات الباهرة، أمره - صلى الله عليه وسلم - بحمده - تعالى - على ما أفاض عليه من نعم عظيمة لا مطمح، راءَها لطامح؛ حيث علمه ما لم يعلم من أخبار أنبيائه السابقين مع أُممهم واجتهادهم في الدين، وقد بين على أَلسنتهم صحة التوحيد