ينزلُه بأَرض، ويمسكه عن أُخرى حسبما يريد ويشاء، وتلك من دلائل القدرة الباهرة التي تدعو إلى الإيمان بالله، ومجافاة الكفر به، ولكنهم لم يفقهوا {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}: أَي: أَبي أَكثرهم ممن سلف وخلف إلَّا كفر النعمة وجحدها وعدم الاكتراث بها، بأَن يقولوا: مطرنا بِنَوْءِ كذا؛ معرضين عن ذكر صنع الله، ورحمته، اعتقادًا منهم أَن النجوم لها الفاعلية والتأْثير، وهذا - والعياذ بالله - كفر، كما صح في الحديث المخرج في صحيح مسلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنه قال لأَصحابه يومًا على إِثْرِ سماء أَصابتهم من الليل: "أَتدرون ماذا قال ربكم؟ " قالوا: الله ورسوله أَعلم، قال: "أَصبح من عبادى مؤمن وكافر، فأَما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأَما من قال: مطرنا بِنَوءِ كذا وكذا، فذاك كافر بي مؤمن بالكواكب".

{وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)} المفردات:

{نَذِيرًا}: أَي رسولًا ينذر أَهلها.

{فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ}: في دعوتهم إياك إلى اتباع آلهتهم.

{جِهَادًا كَبِيرًا}: أَي دائمًا مستمرًا لا يخالطه فتور.

التفسير

51 - {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا}:

أَي رسولًا يدعوهم إلى عبادة الله - عَزَّ وَجَلَّ - لتخفَّ عليك أَعباءُ الرسالة، ولكنا لم نفعل، بل جعلناك نذيرا إِلى جميع أَهل الأَرض، وأَمرناك أَن تبلغهم هذا القرآن، كما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015