{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71) أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72) وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73) وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74)}
المفردات:
{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُم}: المراد بالحق , الله سبحانه وتعالى، وقد يراد به الحق المطابق للواقع، أَو النبي، والمراد بأَهوائِهم: ما يهواه الناس ويشتهونه.
{بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ}: الذكر هنا بمعنى الشرف، أَي: أَتيناهم بالكتاب الذي فيه عزهم وشرفهم. {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا}: أَي أَجرًا عن التبليغ. {عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ}: مائلون منحرفون عن طريق الجنة، وهو الصراط المستقيم، وفِعله من باب (قَعدَ) يقال: نكب عن الطريق، نكوبًا، ونكْبًا: إذا عدل عنه ومال إلى غيره (?).
التفسير
71 - {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ... } الآية.
أَي: ولو اتبع الحق سبحانه أَهواءَهم الزائفة، فوافقها بتشريع ما يشتهون، لكانت الطامة الكبرى؛ حيث تفسد السموات والأَرض ومن فيهن، وتخرج عن الصلاح والانتظام بالكلية , لأن رغبات الناس قاصرة، وشهواتهم تختلف وتتضاد بما ينجم عنه أَشد الفساد، وأَقوى التنابذ والخلاف، ولكن الكون تام الصلاحية؛ لأنه جاءَ وفق مراد الحق تبارك وتعالى دون شريك؛ إذ {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} (?).