{فَفَتَقْنَاهُمَا}: الفتق، الشق، وهو ضد الرَّتْق، يقال: فَتَق الشيءَ (?) أي: شَقَّه وفصل بعضه عن بعض.
{فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ}: أي فيها جبال ثوابت.
{أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ}: لئلا تضطرب اضطرابًا يختل به توازنها.
{وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا}: الفَجُّ، الطريق الواسع، والجمع فجاج، مثل: سَهْم وسهام، وسُبُلٌ: جمع سبيل وهو الطريق، يذكر ويؤنث.
{وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ}: المراد بها هنا المُظلة للأَرض. قال ابن الأَنبارى: تذكر وتؤنث، وقال الفراءُ: التذكير قليل.
{كُلٌّ فِي فَلَكٍ}: الفَلَكُ محركةً: مدار النجوم والكواكب.
والجمع: أَفلاكٌ وفُلُكٌ بضمتين.
{يَسْبَحُونَ}: أي يسرع كل منهما في مداره كالسابح في الماء، وجمع الضمير مع أَنه راجع إلى الشمس والقمر، لأن الجمع قد يستعمل فيما فوق الواحد (?).
التفسير
29 - {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ .... } الآية.
أَي ومن يقل من الملائكة على نفسه إني إِله أعْبَدُ من دون الله تعالى {فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ}: أَي فذلك القائل الذي يُفْرَضُ صدور هذا القول منه، نجزيه أشد العذاب، وننزل به أَقسى النكال لا تغنى عنه صفاته السنيَّة، ولا أعماله المرضية، وهذا فرض غير واقع لعصمة الملائكة.
{كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}: أَي مثل هذا الجزاءِ الفظيع نجزى الظالمين الواضعين للأُلوهية والعبادة في غير موضعهما، أَو نجزى الذين يتجاوزون الحد، فيضعون الأشياءَ في غير مواضعها، ويتعدون أَطوارهم في شئونهم الدينية.