لعصاة المؤمنين ولو كانوا من أَهل الكبائر، وشفاعتهم تكون بطلب الغفران لهم من ربهم في الدنيا أَو في الآخرة.
ومعنى وقوله تعالى: {وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}: أنهم مع كرامتهم على الله خائفون من وقوع أَي تقصير منهم في طاعته، مشفقون من تبعاته، وما ذلك الإشفاق والخوف إِلا من شدة خوفهم منه وإِجلالهم لمقام الله تعالى.
{وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29) أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ
كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)
وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ
سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ
فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}
المفردات:
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا}: أَي مرتوقتين ومتصلتين ليس بينهما انفضال، والرتق في الأصل: الضم والسَّدُّ، يقال: رتق الفتق من باب نَصَرَ، رَتقًا ورُتوقًا إذا سده.