{وَأَطْرَافَ النَّهَارِ}: أَي وأَجزاءً منه، جمع طَرَف، وهو الطائفة من الشيءِ - ذكره القاموس والصحاح.

{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ}: لا تطل نظرهما بطريق الرغبه والميل.

{أَزْوَاجًا مِنْهُمْ}: أَصنافًا من الكفرة.

{زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: زينتها وبهجتيا.

{لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ}: لنختبرهم به.

{وَرِزْقُ رَبِّكَ}: ما ادخره الله من الثواب والنعيم في الآخرة.

التفسير

130 - {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}:

بعد ما أَخبر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأَن المكذبين له مستحقون للعذاب الذي حل بمن سبقهم، وأَنه لولا ما سبق من وعد الله له بأَنه لا يعذب أُمته وهو فيهم - بعد هذا كله - أمره الله بالصبر على أَذاهم، وتحمل كل ما يقولونه، فإن عذاب الآخرة نازل بهم لا محالة.

والمعنى: فأصبر أَيها الرسول على ما يقوله مشركو مكة الذين أَسرفوا في الكفر بآيات ربك وتكذيبك، فقد توعدناهم بأَجل مسمى ينالون فيه عذابًا أَشد وأَبقى، واشتغل بتسبيح ربك وتنزيهه عن النقائص، واحْمدْه، على ما أنعم به عليك من مختلف النعم، وأَعلاها النبوة والمعونة في تبليغ الرسالة مع معارضة هؤُلاءِ المعاندين، وليكن هذا التسبيح والحمد قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وفي أوقات مختلفة من الليل وأَطراف النهار، رجاءَ أَن يمنحك الله من مزيد التوفيق وعظيم النصر وجزيل الثواب، ما ترضى به نفسك الصابرة على أذاهم، الصامدة في تبليغ الدعوة إِليهم، وفي معنى هذا الوعد الكريم يقول سبحانه في سورة الضحى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} وتأَول بعض المفسرين الآية بأَنها إشارة إلى مواقيت الصلوات الخمس، وجعل التسبيح فيها مجازًا عن الصلاة، فكأنه سبحانه يقول: وصل لربك صلاة الصبح قبل طلوع الشمس، وصلاة العصر قبل غروبها، وصلاة العشاء في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015