{يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}: يتعظ أو يخاف. {يَفْرُطَ عَلَيْنَا}: يعجل ويقابلنا بالقول الغليظ علينا يقال: فرط مني أمرٌ، أي بدر، منه الفارط في الماءِ، الذي يتقدم القوم إلى الماءِ، {أَسْمَعُ وَأَرَى}: لا تخفى عليَّ خافية من أَمركما.

التفسير

42 - {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا في ذِكْرِي}:

هذه الآية مستأنفة، لبيان المقصود من اصطناع الله لموسى، والمراد بالآيات هنا العصا واليد؛ لأنهما الآيتان اللتان ذهب بها موسى وهارون أولًا إلى فرعون، بدليل أن موسى لما كلمه الله في طور سيناء، أمره سبحانه أن يلقى عصاه فأَلقاها، فصارت حية، وأَن ينزع يده من جيبه فنزعها فصارت بيضاءَ - لمَّا حدث ذلك - قال الله لموسى: {فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} (?) والتعبير عن هاتين الآيتين بصيغة الجمع في قوله سبحانه: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي} إما لأَن المراد من الجمع ما فوق الواحد، وإما لأن كل آية منهما تشتمل على آيات، فانقلاب العصا حيوانا آية، وكونها ثعبانًا عظيمًا لا يقادر قدره آية أخرى، وكونه مسخَّرًا لموسى بحيث لا يضرّه آية ثالثة، وعودته بعد ذلك عصا آية رابعة، وكذلك اليد، فإن تحولها من السُّمرة إلى البياض آية، وكون بياضها مُؤَقَّتًا آية ثانية، وعودتها إلى حالتها الأُولى برغبته آية ثالثة.

وأما القول بأن المراد بها الآيات التسع فلا يناسب المقام.

ومعنى الآية: اذهب أَنت يا موسى وليذهب معك أخوك هارون بآياتى ومعجزاتى الدالة على أَنكما مرسلان مني، ولا تتباطئا أَو تفترا في تبليغ رسالتى والدعاء إلى عبادتى، وقيل: معناه تذكَّرانى ولا تنسياني واستمدَّا العون والتأْييد مني، فإنه لا يتم أَمركما بغير تأييدى، وعقب الله هذا الأَمر المجمل ببيان من يذهبان إِليه والمقصود من إرساله وطريقة أدائهما الرسالة فقال سبحانه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015