وصح عن أبي الزبير أنه سمع عبد الله بن الزبير يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذا سلم من صلاته يقول بصوته الأعلى: لا إِله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىءٍ قدير، لا حول ولا قوة إِلا بالله، ولا نعبد إِلا إِياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناءُ الحسن لا إله إِلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) وهو محمول على اقتضاء حاجة التعليم ونحوه رفعَ الصوت، ومن الأغراض الشرعية رفع الصوت في تكبيرات العيد، فرحا به وابتهاجًا وتمجيدًا له، واعتذارًا بصدق الله لوعده ونصر عبده، وهزمه لأعدائه المشركين، انظر الآلوسى (?).
8 - {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}:
هذه الآية الكريمة مستأْنفة لبيان أنه سبحانه وإن كانت ذاته المقدسة واحدة، فاسمَاؤُه وصفاته متعددة، فقد كان المشركون يقولون: ما بال محمَّد يدعونا إلى إِله واحد وهو يدعو إلهين، الله والرحمن، فقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (?) وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}. (?) وقد جاء الاسم بمعنى الصفة ومنه قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ} (?) أي صفوهم.
والمعنى: ذلك الذي سبقت نعوته العظيمة، وصفاته الجليلة، هو الله الذي لا اله إِلا هو له الصفات العليا في الحسن والكمال، وإن كانت ذاته جل وعلا واحدة.