6 - {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ... } الآية.

أي يكون وارثًا لِي في العلم والنبوة، ليسوس بني إسرائيل بمقتضى الشريعة والعدل، فقد تعدى حدود الله كثير منهم، وطغوا وبغوا وضلوا عن سواء السبيل، وقوله: {وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} توكيد لهذا الميراث النبوى الذي طلبه لوليه، فإِن زكريا من ذرية يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم صلوات الله وسلامه، وكانت النبوة في بيت يعقوب وآله - وآل الرجل هم خاصته الذين يئول إليه أَمرهم للقرابة أَو الصحبة أَو الموافقة في الدين فمراد زكريا عليه السلام بهذا التوكيد أَن يكون ابنه نبيًّا كما كانت آباؤه أنبياء، ولم يرد

عليه السلام وراثته في المال؛ لأن الأَنبياءَ لم يُوَرِّثُوا آلهم دينارًا ولا درهمًا، فقد كانوا أزهد الناس في الدنيا، وإنما وَرَّثُوا العلم والنبوة. على أن زكريا عليه السلام كان نجارًا يأْكل من كسب يده - كما قدمنا عن الحافظ ابن كثير وغيره. قال الحافظ ابن كثير: وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ" وفي رواية عند الترمذي بإِسناد صحيح: "نَحْنُ مَعْشَرَ الأنْبِيَاءَ لَا نُورثُ" (?) وعلى هذا فتعين حمل قوله: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} على ميراث النبوة. انتهى ما قال الحافظ ابن كثير ملخصًا.

{وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}:

أي واجعله يا رب مرضيًا عندك وعند خلقك، تحبه وتحببه إلى خلقك في دينه وخلقه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015