لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ... } (?) أَي بغير واسطة، وذلك اعتناءً بنشأَته، ولا يعتنى المولى سبحانه إلاَّ بمن هو أهل لهذه العناية ..

كذلك هو خير منه روحًا، لقوله تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} (?) بإضافة روحه إِلى الله تعالى، تشريفًا لا تبعيضًا.

وهو خير منه غايةً، حيث عهد الله إليه بخلافة الأَرض، وأَهَّلَهُ لها بالعلم. وذلك هو ملاك الأمر.

ولهذا أمر الله الملائكة بالسجود له، فسجدوا، بعد ما ظهر لهم أَنه أَعلم منهم، بما يدور عليه أَمر الخلافة في الأرض.

13 - {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)}:

المعنى:

قال الله لإبليس: انزِل مقهورًا من منزلة الكرامة التي أنت بها، فما يصح لك أَن تتكبر فيها، فإنها للخاشعين المطيعين، فاهبط منها إِنك من أهل الصَّغَار والهوان، جزاءَ كبريائك ..

وللعلماءِ في معنى {فَاهْبِطْ مِنْهَا}: آراءٌ غير ما تقدم نجملها فيما يلي:

قال بعضهم إِن الضمير في (منها) يرجع إلى الجنة، لشهرة أنه كان من سكانها، وهي الجنة التي وعدت للمتقين. والمعنى: فانزِل من الجنة.

وقيل: إنه يرجع إِلى السماءِ. أَي فانزِل من السماءِ.

ورُدَّ القولان، بأن وسوسةَ الشيطان لآدم، كانت بعد هذا الطرد. فإذا كان آدم في جنة السماء، فكيف يوسوس له فيها بعد أن طرد منها أَو من السماءِ؟.

وأُجيب عن ذلك، بأنه مُنِعَ من دخولها تكريما، ولم يمنع ابتلاءً لآدم.

ويرى كثير من العلماء: أن الجنة التي أهبط منها - وكان فيها آدم - هي جنة في الأَرض. إذ أَنه خُلِق من تراب الأرض. ولم يَرد نصُّ أَنه رُفع إِلى الجنة أو إلى السماءِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015