وقوله: واستشهدوا أي: أشهدوا، {شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} [البقرة: 282] من أهل ملتكم من الأحرار البالغين دون الصبيان والعبيد، {فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ} [البقرة: 282] قال الأخفش والفراء: فليكن رجل وامرأتان.

والإجماع: أن شهادة النساء جائزة في الأموال.

وقوله: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} [البقرة: 282] قال ابن عباس: يريد: من أهل الفضل والدين.

وقوله: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} [البقرة: 282] أصل الضلالة في اللغة: الغيبوبة، يقال: ضل الماء في اللبن، إذا غاب.

ومعنى {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} [البقرة: 282] : أي تغيب عن حفظها، أو يغيب حفظها عنها، يعني إحدى المرأتين، {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [البقرة: 282] هذا من التذكير بعد النسيان، تقول لها: هل تذكرين يوم شهدنا في موضع كذا، وبحضرتنا فلان أو فلانة؟ حتى تذكر الشهادة.

والتقدير: فتذكر إحداهما الأخرى الشهادة التي احتملتاها.

ومن قرأ {فَتُذَكِّرَ} [البقرة: 282] من الإذكار، فهو بهذا المعنى أيضا، يقال: أذكره الشيء وذكره.

مثل: فرحه وأفرحه، وهو كثير.

وقرأ حمزة إن تضل بكسر الألف، فتذكر بالرفع، وجعل إن للجزاء وتضل في موضع جزم، وحركت بالفتح لالتقاء الساكنين كقوله: من يرتد، والفاء في قوله: {فَتُذَكِّرَ} [البقرة: 282] جواب الجزاء، كقوله: {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ} [المائدة: 95] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015