الإخبار عن وقوعها كذب.
خافضة رافعة قال ابن عباس: تخفض ناسا، وترفع آخرين.
وقال عطاء عنه: تخفض أقوامًا كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع أقوامًا كانوا في الدنيا متضعين.
وقال قتادة: خفضت أقوامًا في عذاب الله، ورفعت أقوامًا في كرامة الله.
والمعنى: أنها تخفض أقوامًا إلى أسفل سافلين في النار، وترفع أقوامًا آخرين إلى أعلى عليين في الجنة.
{إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا} [الواقعة: 4] حركت حركة شديدة، قال قتادة، ومقاتل: زلزلت زلزالًا.
وقال جماعة من المفسرين: ترج كما يرج الصبي في المهد، حتى ينهدم كل بناء عليها، وينكسر كل ما عليها من الجبال.
وهو قوله: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا} [الواقعة: 5] قال عطاء: فتتت فتًا.
وهذا قول مقاتل، ومجاهد، وقال السدي: كسرت كسرًا.
وقال الحسن: قلعت من أصلها.
يقال: بس الشيء إذا فتّته حتى يصير فتاتًا.
{فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا} [الواقعة: 6] غبارًا متفرقًا، كالذي يرى في شعاع الشمس إذا دخل من الكوة وهو الهباء.
ثم ذكر أحوال الناس، فقال: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً} [الواقعة: 7] أي: أصنافًا ثلاثة.
ثم فسرها، فقال: فأصحاب الميمنة يعني: اليمين، وهم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم، ويجوز أن يراد بهم: الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة، {مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} [الواقعة: 8] تعجيب من شأنهم، كقولك: زيد ما زيد، ومثله: {الْحَاقَّةُ {1} مَا الْحَاقَّةُ {2} } [الحاقة: 1-2] .
{وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} [الواقعة: 9] يعني: أصحاب الشمال، وتفسير هذه الآية على الضد من تفسير التي قبلها.
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة: 10] يعني: الذين سبقوا إلى توحيد الله، والإيمان برسوله، وقال مقاتل: إلى الأنبياء بالإيمان.
{أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 11] إلى جزيل ثواب الله، وعظيم كرامته، مثل النبيين والمرسلين.
ثم أخبر أين محلهم، فقال: {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [الواقعة: 12] .
{ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ {13} وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ {14} عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ {15} مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ {16} يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ {17} بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ {18} لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ {19} وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ {20} وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ {21} وَحُورٌ عِينٌ {22} كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ {23} جَزَاءً بِمَا كَانُوا